السبت، 28 أبريل 2018

هجاء المتنبي لكارفور الاخشيد

أكلما اغتال عبد السوء سيده ..
 أو خانه ؛ فله في مصر تمهيد ..

صار الخصي إمام الآبقين بها .. 
فالحر مستعبد والعبد معبود ..

نامت نواطير مصر عن ثعالبها ..
 فقد بشمن وما تفنى العناقيد ..

لا تشتر العبد إلا والعصا معه ..
 إن العبيد لأنجاس مناكيد .. 

من اشهر و اقسي ابيات الهجاء التي صاغها شاعر في حاكم علي مر العصور هذه الابيات شديده المعاني التي كتبها أبو الطيب المتنبي  في هجاء حاكم مصر وقتها كافور الأخشيدي ..

كان فن الهجاء فن منتشر كثيرا عند العرب فكان الشاعر يكتب قصيدته يصف فيها مساوء الحاكم و عيوبه للتشهير به و اهانته امام الناس وذلك الفعل المشين كان يفعله الشعراء لسببين ..
اما ان يكون الحاكم لم يعطيه مال كثير ليسكته عن مسبته ..
او ان حاكم اخر من اعداء الحاكم قد دفع للشاعر اموال كثيرة ليهجو الحاكم و يهينه ..

وهذه الابيات قد صاغها المتنبي حقدا علي الاخشيدي ..
حيث ترك المتنبي حلب وذهب الي مصر طامعا في حكم إماره او منصب كبير ..
 لكن الاخشيد كان حكيما عاقلا فكر ان المتنبي قد ادعي النبوه وهو فقير ليس ذو سلطه .. فكيف الحال اذا استلم امارة او منصب .. 
و رفض ان يعطي للمتنبي مطلبه حيث ذهب المتنبي إلى كافور الاخشيد وسأله صراحة ان يمنحه حكم ضيعة أو ولاية أو أي مكان .. وبَيَّن له أنه ما قدِم إلى مصر إلا بعد أن اطمأنّ إلى أماله البراقة و كرم الاخشيد ..
 فأجابه كافور : 
" أنت في حال الفقر وسوء الحال وعدم المعين سَمَتْ نفسك إلى النبوة ، فإن أصبتَ ولاية صار لك أتباع ، فمن يطيقك ؟ " .
فخرج المتنبي من عنده غاضبا و كتب هذه القصيده المهينه التي ذكرها التاريخ وحفظها طلاب العلم ..
كان كافور الاخشيد عبد اسود مخصي (( كان من عادة العرب اخصاء بعض العبيد الذين يسمح لهم الدخول الي زوجات الحكام و التعامل معهم )) 
ولم يكن له ذنب في سواد وجهه او اخصاؤه او كونه عبدا .. 
وفي فتره كثرت فيها الاضرابات استولي علي حكم مصر ..
لكن كتبت كتب التاريخ ان كافور الاخشيد كان حاكما عاقلا عادلا عظيما نهضت الدوله في ايام حكمه و كانت قويه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق