السبت، 28 أبريل 2018

رحلة كسوة الكعبه من بدايتها في الدولة الفاطمية الي نهايتها 1962

كسوة الكعبة الشريفة من بدايتها في العهد الفاطمي الي توقفها عام 1962م.

مع بداية حكم الدولة الفاطمية في مصر أهتم الحكام الفاطميين بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر، وكانت الكسوة بيضاء اللون.
واستمر ارسال الكسوه في الدولة المملوكية في عهد السلطان الظاهر بيبرس ، حيث كان المماليك يرون أن هذا شرف لا يجب أن ينازعهم فيه أحد حتى ولو وصل الأمر إلى القتال،
و يذكر ان أراد ملك اليمن "المجاهد" في عام 751هـ أن ينزع كسوة الكعبة المصرية ليكسوها كسوة من اليمن، فعلم بذلك أمير مكة و أخبر المصريين فقبضوا عليه، وأرسل مصفدا في الأغلال إلى القاهرة. كما كانت هناك أيضا محاولات لنيل شرف كسوة الكعبة من قبل الفرس والعراق ولكن سلاطين المماليك لم يسمحوا لأى أحد أن ينازعهم في هذا ، وللمحافظة على هذا الشرف أوقف الملك الصالح إسماعيل بن عبد الملك الناصر محمد بن قلاوون ملك مصر في عام 751هـ وقفا خاصا لكسوة الكعبة الخارجية السوداء مرة كل سنة، وهذا الوقف كان عبارة عن قريتين من قرى القليوبية هما بيسوس وأبو الغيث، وأستمرت مصر في نيل شرف كسوة الكعبة بعد سقوط دولة المماليك وخضوعها للدولة العثمانية ايضا ، فقد أهتم السلطان سليم الأول بتصنيع كسوة الكعبة وزركشتها وكذلك كسوة الحجرة النبوية، وكسوة مقام إبراهيم الخليل. و أضاف إلى الوقف المخصص لكسوة الكعبة سبع قري أخرى اتصبح عدد القرى الموقوفة لكسوة الكعبة تسعة قرى وذلك للوفاء بالتزامات الكسوة،

 وظلت كسوة الكعبة ترسل بانتظام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري.
 وفى عهد محمد علي باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة بعد الصدام الذي حدث بين أتباع محمد بن عبد الوهاب مبتدع الحركة الوهابية في الأراضي الحجازية وقافلة الحج المصرية في عام 1807م،
ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة في عام 1228هـ.
 وقد تأسست دار لصناعة كسوة الكعبة بحي "الخرنفش" في القاهرة عام 1233هـ، وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين السورين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها، واستمر العمل في دار الخرنفش حتى عام 1962م، إذ توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها.

فكساها الأمير سعود الكبير كسوةً من القز (الحرير ) الأحمر، ثم كساها بعد ذلك بالديباج والقيلان الأسود، من غير كتابة. وجعل إزارها وكسوة بابها (البرقع) من الحرير الأحمر المطرز بالذهب والفضة.

وبعد سقوط الدرعية على يد ابراهيم با شا و طوسون باشا ابناء محمد علي باشا، وعودة السيادة المصرية على الحجاز استأنفت مصر إرسال الكسوة في عام 1228هـ،
واصبح الصرف عليها من الخزانة المصرية مباشرة بعد أن كان ينفق عليها من أوقاف الحرمين الشريفين.
ولكن الخديوي محمد علي باشا حل ذلك الوقف، وادخل إيراداته الخزانة المصرية.
 واستمر ارسال الكسوة الشريفه باحتفالات مهيبه من مصر الي السعوديه حتي توقفت تماما عام 1962 ..
وكانت كل كسوة يتم زركشه و تطريز اسم حاكم مصر عليها قبل ارسالها تبركا بها وتيمنا بمقدارها الكريم .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق